تتربع صحيفة "لوريان لوجور" على عرش الصحافة الفرنكوفونية في لبنان منذ خمسة عقود، محافظة على إرث يمتد لقرن كامل من الزمن. ولدت الصحيفة عام 1971 من اندماج صحيفتين عريقتين هما "لوريان" التي أسسها جورج نقاش عام 1924، و"لوجور" التي أطلقها ميشال شيحا عام 1934، لتصبح منذ ذلك الحين صوتاً مميزاً في المشهد الإعلامي اللبناني.
وعلى مر السنين، تحولت "لوريان لوجور" إلى أكثر من مجرد صحيفة ناطقة بالفرنسية، إذ أصبحت منصة إعلامية تعكس التنوع الثقافي والفكري للمجتمع اللبناني. تميزت الصحيفة بمواقفها الداعمة للسيادة اللبنانية، خاصة خلال فترة الوصاية السورية بين عامي 1990 و2005، حيث برزت كصوت معارض قوي في وجه التدخلات الخارجية.
وفي حين ارتبط اسم الصحيفة تاريخياً بالنخبة المسيحية اليمينية، فقد شهدت السنوات الخمس عشرة الماضية تحولاً ملحوظاً في هويتها التحريرية. قامت إدارة الصحيفة بتجديد فريقها التحريري وتوسيع نطاق تغطيتها، كما أطلقت في عام 2020 نسخة إنجليزية من موقعها الإلكتروني تحت اسم "لوريان توداي"، في خطوة تعكس قدرتها على التكيف مع متطلبات العصر الرقمي واحتياجات جمهور أوسع.
تحظى الصحيفة اليوم بمتابعة واسعة في لبنان والانتشار اللبناني، خاصة في الأوساط الفرنكوفونية، وتواصل دورها في تقديم تغطية نقدية للشأن اللبناني. وتبرز مواقفها المعارضة لتنامي نفوذ حزب الله، المدعوم من إيران، كجزء من التزامها المستمر بالدفاع عن استقلال لبنان وسيادته.
وإلى جانب تغطيتها السياسية، حافظت الصحيفة على تقليدها العريق في الاهتمام بالحياة الثقافية والفكرية من خلال ملحقها الأدبي "لوريان ليتيرير" الذي يعود تاريخه إلى عام 1929، ليشكل منبراً ثقافياً مهماً يربط بين الثقافتين العربية والفرنسية.
تقف "لوريان لوجور" اليوم شاهداً على قدرة المؤسسات الإعلامية على التطور والاستمرار رغم التحديات، محافظة على هويتها الفريدة كجسر ثقافي ومنبر إعلامي يجمع بين الأصالة والمعاصرة في قلب الشرق الأوسط.