تواجه وكالة فرانس برس، إحدى أعرق وكالات الأنباء في العالم، أزمة مالية تهدد استمراريتها ودورها العالمي. في مواجهة تراجع كبير في الإيرادات، طرحت الإدارة خطة لتقليل النفقات تشمل مغادرة عشرات الموظفين عن طريق التقاعد المبكر وخفض التكاليف المرتبطة بالمراسلين بالخارج.
وفقاً لخطة الوكالة، سيغادر ما بين 50 وفًا دون توظيف بدائل لهم، ما يحقق وفراً سنوياً يتراوح بين أربعة وخمسة ملايين يورو. وتشمل الإجراءات أيضاً تقليص شبكة الصحافيين في الخارج لتوفير حوالي ثلاثة ملايين يورو سنوياً عن طريق الحد من المنافع التي يحصل عليها الصحافيون بالخارج مثل السكن والرسوم المدرسية.
هذا التحول، بحسب الرئيس التنفيذي للوكالة، فابريس فريس، جاء نتيجة عوامل مركبة أبرزها التباطؤ العالمي في قطاع الإعلام، وتقلص ميزانيات المشتركين نتيجة المخاوف الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، تضررت الوكالة من تقليص التمويل الحكومي الأمريكي، ما زاد من المصاعب المالية.
وتسعى فرانس برس لتجاوز هذه التحديات من خلال البحث عن مصادر تمويل خارجية؛ سواء أكان ذلك بدعم حكومي فرنسي أو بإعادة جدولة الديون.
تعكس الأزمة عمق التحولات التي يعيشها قطاع الإعلام، إذ لم تعد الوكالات الكبرى بمنأى عن مصاعب السوق، وبات عليها التكيف للنجاة في عصر التغيرات الرقمية وتقلص الموارد.