يبرز من خلال ما طرحه عادل فوزي في مقالته أن النموذج الإعلامي المغربي الحالي، المعتمد أساساً على الدولة والوسائل التقليدية، لم يعد ملائماً لطموحات المملكة على الصعيد الدولي، خاصة مع اقتراب أحداث كبرى مثل كأس العالم. ويفيد فوزي أن المغرب، وهو في موقع أفريقي ريادي، بحاجة للاستثمار في نموذج إعلامي يرافق تطلعاته الدبلوماسية ويعكس صورة أكثر ديناميكية وحداثة.
وحسب وجهة نظره، أصبح من الضروري تأسيس تكتل إعلامي أفريقي متنوع في اللغات ومُرتكز على القارة ذاتها، بعيداً عن هيمنة المنصات الأجنبية التي سيطرت طويلاً على رواية الشأن الإفريقي. ويرى أن رئاسة المغرب لمجلس السلم والأمن الإفريقي، إلى جانب انخراطه في ملفات المناخ والوساطة الإقليمية، تبرهن على أهمية إيجاد استراتيجية جديدة لتعزيز “القوة الناعمة” للمملكة عبر الإعلام.
أشار الكاتب كذلك إلى مثال قناة الجزيرة القطرية، معتبراً نجاحها نموذجاً لكيفية تحول الإعلام إلى رافعة جيوسياسية مهمة، كما استحضر حرص الملك الراحل الحسن الثاني منذ الثمانينات على إدارة الرسالة الإعلامية وتوجيه الرأي العام خلال الأحداث والمحطات المفصلية.
ويرى فوزي أن المغرب ليس بحاجة لاستنساخ التجارب الإعلامية العربية القائمة، بل لإبداع تجربة إفريقية أصيلة ومتنوعة الوسائط واللغات لتخاطب القارة بكل أطيافها، ما يعزز من مكانة المغرب كزعيم إقليمي قادر على إنتاج سرديته المستقلة، بعيداً عن الإرث الاستعماري أو النموذج الشرق أوسطي.
ويخلص المقال إلى أن الاستثمار في مشهد إعلامي إفريقي متطور وموثوق هو خيار استراتيجي ضروري لدعم الحضور الدبلوماسي المغربي وتعزيز نفوذه، مما يضع المملكة في مصاف القاطرة الإعلامية والسياسية نحو مستقبل قاري جديد.