تشير أحدث الدراسات الصادرة عن مختبر علم نفس نمو الطفل والتعليم (LaPsyDÉ) إلى أن المراهقين أصبحوا الشريحة الأكثر عرضة لتصديق الأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت. في تجربة شملت 432 تلميذاً تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً، تمكن أقل من ربع المشاركين فقط من التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة، بينما لم يتجاوز هذا المعدل لدى البالغين نصف المشاركين، ما يكشف عن أزمة ثقة واسعة في قدرتنا الجمعية على مواجهة سيل المعلومات المضللة.
يعزز ما يسمى بـ"تأثير الحقيقة الوهمية" من انتشار التضليل، حيث يؤدي تكرار نفس المعلومة - حتى وإن كانت خاطئة - إلى ترسيخها في الأذهان على أنها حقيقة. ومع وجود 63% من اليافعين على وسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل أن تتحول بيئة الإنترنت إلى حضانة لمفاهيم مغلوطة تنتقل وتستقر بسرعة في عقول الفتيان غير الملمين بآليات الفرز والتحقق.
يحذر خبراء LaPsyDÉ من أن غياب التثقيف المبكر حول خوارزميات الشبكات الاجتماعية والانحيازات المعرفية يجعل الأجيال الجديدة فريسة سهلة للخطاب الشعبوي والمعلومات المخادعة. ولذلك، يشدد الباحثون على ضرورة تعليم مهارات التفكير النقدي والشك المنهجي منذ سن مبكرة، قبل أن يصبح التأثير الرقمي أمراً واقعاً لا مفر منه. فالوقاية عند هذه الأعمار قد تقي المجتمع مستقبلاً من جيل شديد القابلية لتصديق الخرافات ونظريات المؤامرة بفضل تكرارها لا أكثر.
على الصحافة والإعلام أن يلعبا دوراً أكثر فاعلية في التوعية، من خلال تبسيط مفاهيم التحقق من المعلومات وتوضيح آليات عمل الخوارزميات، كي لا يتحول الفضاء الرقمي إلى بيئة مثالية لانتشار التضليل.