تسأل صحيفة "طهران تايمز" في غلاف مثير للجدل: "كم عدد التوابيت التي سيرسلها ترامب إلى الوطن من أجل إسرائيل؟"، في إشارة مباشرة إلى الخسائر البشرية المتوقعة في صفوف الجيش الأمريكي إذا تدخل في الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران. تعكس الصورة الرئيسية جنوداً أمريكيين يحملون علماً مطوياً، في مشهد يرمز إلى عودة الجنود في نعوش ملفوفة بالعلم، بينما تؤكد الصحيفة في عنوان فرعي أن الركود الاقتصادي الأمريكي سيكون النتيجة الفورية لأي تدخل أمريكي في الحرب لصالح إسرائيل. هذا الغلاف لا يكتفي بتصوير الصراع كمعركة عسكرية، بل يضعه في سياق سياسي واقتصادي أوسع، ويحمّل واشنطن مسؤولية التصعيد، مع تحذير واضح من أن التدخل الأمريكي لن يمر دون ثمن.
تعكس التغطية التحريرية للصحيفة رؤية محافظة متشددة. إذ تهاجم بقوة السياسات الغربية وتتهم الولايات المتحدة بأنها القوة الدافعة خلف العدوان الإسرائيلي على إيران. كما تبرز الصحيفة شهادات لمسؤولين إيرانيين يعتبرون أن الحرب الإسرائيلية ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي حرب على التقدم العلمي الإيراني، وتدعو إلى رد دبلوماسي وسياسي واسع النطاق من العالم الإسلامي. في الوقت نفسه، تبرز الصحيفة الأرقام الصادمة للخسائر البشرية: أكثر من 430 قتيلاً و3,000 جريح في إيران جراء الضربات الإسرائيلية، حسب وزارة الصحة الإيرانية، في حين تشير مصادر مستقلة إلى أعداد أكبر من الضحايا.
تُعد "طهران تايمز" من الصحف القليلة الناطقة بالإنجليزية في إيران، وتلعب دوراً محورياً في نقل وجهة نظر النظام الإيراني إلى الخارج. تأسست الصحيفة عام 1979، وتُعرف بخطها التحريري المحافظ وارتباطها الوثيق بالمؤسسات الرسمية للجمهورية الإسلامية. تهتم الصحيفة بتغطية الأحداث الوطنية والدولية من منظور يعكس سياسات النظام، وتولي أهمية كبيرة لمعارضة النفوذ الغربي، خاصة الأمريكي والإسرائيلي، في المنطقة. في كل عدد، تبرز "طهران تايمز" خطاب المواجهة مع إسرائيل، وتدعو إلى الوحدة الإسلامية في وجه ما تصفه بالعدوان والصمت الدولي تجاه معاناة الشعب الإيراني.
تواصل الصحيفة حملتها الإعلامية لتعبئة الرأي العام الداخلي والخارجي ضد إسرائيل وحلفائها في ظل التصعيد العسكري الأخير. وتقدم نفسها كصوت للمقاومة الإيرانية في مواجهة ما تعتبره مؤامرة تستهدف سيادة إيران وتقدمها العلمي. بينما يشتد النزاع وتزداد المخاوف من توسع الحرب، تظل "طهران تايمز" منصة أساسية لتأطير الأحداث من منظور إيراني رسمي، معتمدة على لغة حادة وعناوين لجذب الانتباه وتوجيه الرسائل السياسية إلى الداخل والخارج