أصدرت محكمة مدينة غرونوبل الفرنسية اليوم الثلاثاء حكماً بحق المؤثر الجزائري المعروف باسم "عماد تان تان"، وذلك بعد أشهر من الجدل الإعلامي والقضائي الذي أثارته تصريحاته على منصات التواصل الاجتماعي. وكان عماد، البالغ من العمر 31 عاماً والمقيم في مدينة إيشيرول قرب غرونوبل، قد اعتُقل مطلع يناير الماضي بسبب مقطع فيديو على تطبيق تيك توك اعتبرته السلطات الفرنسية يحمل تهديدات خطيرة ضد فرنسا.
في البداية، واجه عماد تهمة "التحريض المباشر على ارتكاب أعمال إرهابية"، وهي تهمة خطيرة قد تصل عقوبتها إلى سبع سنوات سجناً. وقد استندت النيابة إلى ترجمة أولية لتصريحاته باللغة العربية الدارجة، والتي فُسرت على أنها دعوة للعنف والحرق والقتل على الأراضي الفرنسية. غير أن تطورات القضية أظهرت تعقيدات لغوية وسياقية، إذ طلبت المحكمة ترجمة رسمية جديدة من خبير معتمد لدى محكمة النقض الفرنسية.
أظهرت الترجمة الجديدة أن تصريحات عماد، رغم حدتها، لا ترقى إلى مستوى التحريض على الإرهاب، بل تندرج فقط ضمن "تهديدات بالعنف". بناءً على ذلك، قررت النيابة تعديل التهمة الموجهة إليه، ليحاكم في النهاية بتهمة أقل خطورة.
وفي جلسة اليوم، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بإدانة عماد تان تان بتهمة "التهديد بالعنف" وفرضت عليه غرامة مالية قدرها 450 يورو فقط، بدلاً من عقوبة السجن التي كانت تلوح في الأفق بداية القضية. وقد اعتبر المدعي العام أن المؤثر الجزائري "تجاوز الحدود" في تصريحاته، لكن لم يثبت أنه دعا بشكل مباشر إلى ارتكاب أعمال إرهابية.
أثارت القضية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية، خاصة في ظل التوترات بين مجموعات المؤثرين الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، والانقسام الحاد بين من اعتبر القضية مبالغة سياسية وإعلامية، ومن رأى فيها ضرورة لمحاسبة الخطاب المتطرف. من جانبه، أكد محامي الدفاع أن موكله كان يمر بظروف شخصية صعبة، وأن تصريحاته أُخرجت من سياقها الحقيقي.