Jewish Currents… مجلة يهودية أمريكية تخلق فضاء فكرياً جديداً للصوت التقدمي والالتزام بحقوق الفلسطينيين

أضيف بتاريخ 09/19/2025
منصة الخبر


في حوار أجرته "لوموند" مع أرييل أنجل، رئيسة تحرير مجلة Jewish Currents، تتضح ملامح مشروع فكري غير تقليدي داخل المجتمع اليهودي الأمريكي. أنجل، ابنة مجتمع يهودي تقليدي نشأت في ميامي ودرست التقاليد السِّيونية، تصف كيف انتقل مسارها نحو مراجعة عميقة لمفهوم الهوية اليهودية بعد حرب غزة عام 2014. تعتبر أن أحداث غزة شكّلت نقطة تحول جعلتها، مثل كثير من الجيل الحالي، تتبنى رؤية منفتحة تقرن نقد سياسات إسرائيل بالتمسك بجذور الهوية اليهودية.

المجلة، التي أعيد إحياؤها عام 2017 على يد مجموعة من الصحافيين الشباب، تقف بوضوح ضد المشروع السِّيوني، وتختار الدفاع عن حقوق الفلسطينيين من منطلق التزام تقدمي يرافقه حس نقدي تجاه السياسات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء. فريق المجلة يتكون من يهود ملتزمين دينياً أو ثقافياً، لكن هؤلاء يوحدهم موقف مناهض للرأسمالية ونقد اجتماعي واضح للعنصرية، وقد تحوّلت صفحاتها إلى مساحة قادرة على استقطاب أصوات يهودية معارضة للصوت التقليدي السائد في المؤسسات المحافظة.

Jewish Currents لا تكتفي بدور نقدي داخل مجتمعها، بل تخلق موجة نقاش جديدة تتخطى حدود العالم اليهودي الأمريكي، من خلال إبراز إسهامات فلسطينية وعربية في ركن الرأي وصناعة ملف ثقافي يساهم في بناء حركة تقدمية تعبر عن تعقيدات الهوية المعاصرة. وتوضح أنجل أن المجلة تتمسك بالانخراط في الحملات العالمية مثل BDS، مع سياسة تحريرية صارمة ترفض التمويلات المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية أو بمصادر تتناقض مع توجهاتها.

يبرز من حديث أنجل أن المجلة تشهد تجاذباً داخلياً حول أولويات الاهتمام بين توثيق الانتهاكات في غزة والحديث عن الأزمات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، خاصة مع صعود تيارات يمينية متشددة. رغم ذلك، ترى أن العلاقة مع إسرائيل تبقى مركزية في السياسة الأمريكية وأن فحص سياسات القمع داخل الجامعات أو في الحقل العام مرتبط بشكل وثيق بقضايا الشرق الأوسط. المجلة اليوم تحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشباب والمعارضين اليهود، الذين وجدوا فيها مساحة آمنة للنقاش بعيداً عن ثقل الإيديولوجيا السائدة.

Jewish Currents، حسب رؤية أرييل أنجل ومحرريها، ترسخ اتجاه الإعلام التحليلي-الملتزم الذي يوازن بين إنتاج نصوص معرفية وتحقيق تعبئة اجتماعية وسياسية أوسع، مع الحرص على إبقاء مساحة ثقافية حيّة تنمو وتتنوع بعيداً عن الاستقطاب أو الاستسهال الفكري.