استقطب مؤتمر البودكاست الصيني 2025 في شنغهاي أكثر من 500 من صانعي البودكاست والمستمعين والباحثين وممثلي المنظمات ذات المنفعة العامة، ليتناول دور الوسائط الصوتية في صياغة الحوار العام ودفع الابتكار الاجتماعي وسط تحولات تقنية متسارعة. جاء الحدث تحت شعار “تخيل الأصوات وتجاوز الحدود”، مؤكداً مكانة البودكاست كصيغة سردية أبطأ وأكثر حميمية قادرة على وصل القصص الشخصية بالقضايا المجتمعية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة China Daily ، أعاد المؤتمر تنظيم برامجه حول مسارين رئيسيين: “إعادة تشكيل الساحة” و“توسيع المشهد الصوتي”. شملت النقاشات موضوعات تمتد من تغيّر المناخ والأمن الغذائي إلى تنمية الشباب والثقافة الحضرية وتحولات العلاقة بين الإعلام والتقنية، مع إبراز متزايد لـ “القيمة العامة” للبودكاست بوصفه وسيطاً يفتح مسارات مشاركة أوسع.
أبرز المتحدثين أشاروا إلى أن البودكاست يمنح وقتاً للتفكير ويخلق علاقة أكثر قرباً مع الجمهور، ما يجعله مناسباً لتفكيك القضايا المعقّدة عبر روايات يومية. في هذا السياق، لفت تشنغ يانليانغ (مضيف Just Pod) إلى أن صعود الفيديو والصيغ المُولَّدة بالذكاء الاصطناعي يعكس سرعة تحوّل مشهد الإعلام، وأن المنصّة التي وفّرها المؤتمر أتاحت تبادلاً مهنياً للخبرات وفهماً متوازناً بين اتجاهات الصناعة ودلالاتها الاجتماعية.
في طاولة مستديرة بعنوان “أصوات في الحضور”، ناقش مؤرخون وصنّاع محتوى—ومنهم لوو شين، والمخرجة الوثائقية تشو ييجون، ومقدما البرامج تشانغ تشيتشي وجيا مينغيوي—كيفية إعادة وصل التجربة الفردية بالهمّ العام مع تحوّل الصحافة التقليدية. خلص النقاش إلى أن ترجمة القضايا العامة إلى سرديات شخصية تساعد على إضاءة طبقاتها الاجتماعية والثقافية دون تبسيط مخل.
وفي جلسة مخصّصة للممارسة الإبداعية، ناقش الكاتب شو تشييوان، والأستاذة ماو جيان، والمقدمة تشانغ يويه، والباحث القانوني تشن بي، والفنان قه يولو، تحدّي الحفاظ على التعبير الأصيل في بيئة مليئة بالضجيج والمحتوى السريع. وأعلن شو عن إطلاق مؤسسة One-Way Street برنامج منح جديد لدعم صنّاع البودكاست الناشئين وتعزيز الحيوية الثقافية لهذا الوسيط.
للمرة الأولى، ضمّ المؤتمر مساراً أكاديمياً شارك فيه باحثون من جامعات في بكين وهونغ كونغ ويوننان، قدّموا بحوثاً تتعامل مع البودكاست بوصفه نافذة على العواطف العامة وممارسات المشاركة المدنية. وشددت وانغ شيولي، مديرة مركز أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي بجامعة بكين، على أولوية “العمومية” كقيمة توجه التعاون بين المبدعين والباحثين والمجتمعات.