"سخونة مراكش صحية". نهاية أسطورة

نشر بتاريخ 07/23/2022
الخبر مدونة

لطالما كنت أحملق باستغراب في كل الذين ينهون حديثهم الساخن عن حر مراكش اللاهب، بحكمتهم الشهيرة : 

سخونة مراكش صحية !



كنت أتعرض لضربة حر مضاعفة  مباشرة بعد كل حديث مشابه، خصوصا أن أغلب هؤلاء الحكماء يكونون من المقربين او الاصدقاء واغلب كبار السن الذين تلصق بهم الحكمة مباشرة وافتراضا.
ولكن "الحياء" كان يحول دون الصدح بالحقيقة التي كنت أعرفها لوحدي بالحمراء.
مراكش مدينة حضارة عريقة لاشك، رغم انحسار شمس الحضارة الثقافي بقي الإشعاع اللهيب للشمس الكوكبية، لهيب مباشر ديمقراطي الانتشار لا يعفي أحدًا. يمكن نعت شمس مراكش بالأصيلة دون فلترة، تصيب أجساد وأرواح الساكنة مباشرة في صميم حيويتهم. مع ما لحرارة هذا الصيف من خصوصية ارتفاع الاسعار والفيروسات المحدقة بالجانب.
سخونة الحمراء ليست صحية، وحتى ان كانت كذلك فهي ليست كذلك. حرارة مراكش تذوب جلد وشحم الساكنة وتقتحم الجماجم نحو عضلات الدماغ لتغير برمجته بالكامل. من كان متفائلا يصيبه التشاؤم، ومن كان متحررا تجده يلهث وراء آليات الحداثة للتبريد والاستجمام كيفما اتفق، ومن كان مواظبا على المساجد وجد أعذارا مشابهة لأزمنة الحرب، ليختلي ببيته. ومن يعاقر غير الماء يسب ويلعن مواعد اغلاق السواقي. كل يتشبت بالليل مهما استطاع لكنه ليل ملتهب لايقل كابوسية عن نهار مراكش القاتل. فأين المفر !؟
كل النصائح الشائعة لمقاومة الحر واثاره لاتعدو ان تتبخر كالسراب مع اول اشعاع صباحي مراكشي. والحل الأكبر يعرفه الجميع ويتذكرونه مع كل غض طرف يومي على البلاستيك العائد للحياة اليومية، وكل مظاهر الاستهتار بالحياة البرية وطبيعة الانسان. وأخلاق المواطنة التي لايزال امامها اجيال من استعجال التعلم والتصرف.

تعلم احترام الطبيعة قبل مطالبتها بالكرم..
تبقى البهجة المحلية وما أدراك ما البهجة وحدها بميدان الشرف صامدة بشكل بطولي ليحتل  الكوميك المحلي مستويات جودة عالية، إذ ثبت بالقرينة أن وحده الكوميك يمكنه لحد الساعة  مواجهة لهيب صيف مراكش، ومن يشكو بمراكش ضعفا في كفاءاته الكوميدية، فليبشر بصيف لاحول ولاقوة إلا بالله!


 


+ شهادة من أ ف ب

أفادت دراسة علمية نُشرت يوم الإثنين في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences ، أن التعرض المتزايد لدرجات حرارة عالية جدًا في المناطق الحضرية ، بسبب كثافتها والاحتباس الحراري ، يهدد بحرمان السكان الفقراء من حياة أفضل في هذه المدن.

فقد أشار معدو الدراسة التي نشرت نتائجها حوليات الأكاديمية الوطنية للعلوم إلى أن "الحرارة القصوى يمكن أن تحد بطريقة حاسمة قدرة السكان الفقراء على تحقيق أرباح اقتصادية متصلة بالتنمية الحضرية في إفريقيا وجنوب آسيا، حيث يعيش مئات ملايين الفقراء في الأوساط الحضرية (...) من دون استثمارات كافية أو تدخل بشري أو دعم من الحكومات".
ويعود ذلك إلى "الجزر الحرارية الحضرية" الناجمة عن كثافة المدن حيث ت حبس الحرارة بفعل الاسمنت والاسفلت والغطاء النباتي الضعيف.
ومن بين 13115 مدينة شملتها الدراسة، ارتفع عدد الأشخاص/الأيام (عدد الأشخاص المعنيين مضروبا بعدد الأيام) الذين تعرضوا لدرجات الحرارة القصوى هذه، من 40 مليارا في 1983 إلى 119 مليارا سنة 2016، وفق حسابات الباحثين من جامعات سانتا باربارا في كاليفورنيا ومينيسوتا توين سيتيز وأريزونا وكولومبيا.
وأشار معدو الدراسة إلى أهمية التفريق بين العوامل الديموغرافية والمناخية لتحديد السياسات المحلية بصورة افضل.