يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في صناعة الإعلام، حيث تقوم كل من المؤسسات الإعلامية الكبيرة والصغيرة بدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها. في حين تقوم دور الإعلام الكبرى بإنشاء وظائف جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي أو تستخدم الذكاء الاصطناعي لتبسيط المهام الروتينية، فإن الناشرين الصغار يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإراحة طاقم التحرير لديهم من العمل المتكرر. وفي الصحافة المحلية، يمكن أن يوفر استخدام الذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة، طالما تم أخذ الاعتبارات الأخلاقية في الاعتبار.
أحد الأمثلة على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصحافة المحلية هو ستوديو 47، وهي محطة تلفزيون محلية في منطقة الرور في ألمانيا. يستخدم Studio 47 الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو إخبارية وقام بتعيين موظفين جدد لدعم هذه العملية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. مع تزايد الطلب على الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام، ظهرت مسميات وظيفية جديدة مثل "مهندس محتوى KI" أو "مدير دائرة KI". ومع ذلك، هناك مخاوف من أن هذا قد يؤدي إلى دخول فئة جديدة من "التكنوقراط" إلى غرف الأخبار وربما منح الآلات المزيد من القوة.
قام Studio 47 بتطوير ثلاث أدوات للذكاء الاصطناعي للمساعدة في عملية إنتاج الأخبار. تقوم الأداة الأولى، BotCast، بإنشاء مقالات إخبارية عن طريق مسح البيانات الصحفية والمصادر الأخرى بحثًا عن المعلومات ذات الصلة وتجميعها في قصة متماسكة.
الأداة الثانية، ClipSense، تقوم بتحليل محتوى وصور الفيديو ووضع علامات عليها وتصنيفها لسهولة تخزينها واستخدامها في أنظمة إدارة أصول الوسائط.
الأداة الثالثة، NewsHub، لا تزال قيد التطوير وتهدف إلى إنتاج نشرات الأخبار للمحطة تلقائيًا كل ساعة، وتوليد جميع المكونات الضرورية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي. قدم مختبر الصحافة التابع لهيئة الإعلام الحكومية في شمال الراين-وستفاليا الدعم المالي لتطوير NewsHub.
يعد التحكم البشري في عملية إنتاج الذكاء الاصطناعي أحد الاعتبارات الرئيسية لـ Studio 47. ويتضمن البرنامج "زرًا أحمر" مدمجًا يسمح للصحفيين بالتدخل إذا بدأ الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى مشكوك فيه أو غير دقيق. يتمتع الصحفيون بالسيطرة الكاملة على ما يُبث على الهواء، ويُشار بوضوح إلى استخدام الذكاء الاصطناعي.
يعترف الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خفض الوظائف في شركات الإعلام. ومع ذلك، فإنهم يقولون إنه في صناعة التلفزيون المحلية، ينصب التركيز حاليًا بشكل أكبر على الحفاظ على فرق العمل وتوسيعها، وتلبية متطلبات الترخيص، ومعالجة نقص المهارات والضغوط الاقتصادية. ويستشهدون بمثال قناة ems TV، وهي محطة بث محلية تكافح من أجل العثور على موظفين جدد وتوظيفهم. ويشير المختصون إلى أنه يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي بمثابة الملاذ الأخير أو شريان الحياة لشركات الإعلام الصغيرة التي تواجه هذه التحديات.
تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل BotCast وClipSense وNewsHub بالقدرة على تبسيط العمليات وأتمتة المهام في الإنتاج التلفزيوني المحلي. ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بما إذا كانت شركات الإعلام المرخصة ستستخدم هذه التقنيات لتقليص حجم القوى العاملة لديها. يبدو أن التركيز الرئيسي لمحطات التلفزيون المحلية حاليًا ينصب على الاحتفاظ بفرقها وتوسيعها مع التعامل أيضًا مع متطلبات الترخيص ونقص المهارات والضغوط الاقتصادية.