مخاطر الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي: قضية بنعلي-فورست

نشر بتاريخ 05/30/2024
الخبر .ما

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة تنتشر فيها المعلومات بسرعة جنونية، دون أن تأخذ دائمًا الوقت الكافي للتحقق منها. يمكن لأبسط صورة أو شائعة أن تنتشر كالنار في الهشيم وتسبب أضرارًا جسيمة. والحادثة الأخيرة التي « تورطت » فيها وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي والملياردير الأسترالي أندرو فورست خير مثال على ذلك.



بدأ كل شيء بصورة للزوجين وهما يتبادلان القبلات في شوارع باريس. أشعلت هذه الصورة على الفور شبكة الإنترنت، مما أثار موجة من التكهنات حول احتمال وجود علاقة بين الشخصيتين. رأى البعض فيها خلطًا خطيرًا للأنواع، مشيرين إلى تعاونهما الوثيق في مشاريع الطاقة الخضراء في المغرب. وانغمس آخرون في الثغرة بسعادة، سعداء لقدرتهم على نشر آخر إشاعة.

في مواجهة هذا السيل، كانت ردود الفعل متباينة. وبينما اختار أندرو فورست التزام الصمت، نفت وزارة ليلى بنعلي بشدة هذه "المعلومات التشهيرية". لكن الضرر كان قد وقع. في بضع نقرات، تم نشر سمعة وحياة شخصين خاصة على الملأ، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على صورتهما وربما على مشاريعهما المهنية.

تسلط هذه القضية الضوء على مخاطر هذه الشائعات 2.0 التي تنتشر بسرعة كبيرة. تتحمل وسائل التواصل الاجتماعي، مع خوارزمياتها التي تفضل المحتوى المثير والصادم، مسؤولية كبيرة. لكن نحن المستخدمين لدينا أيضًا مسؤولية. مسؤولية التراجع، والتحقق من المعلومات قبل مشاركتها. مسؤولية عدم الاستسلام لإغراء الضجة والتلصص.

لأنه فيما وراء ليلى بنعلي وأندرو فورست، فإن قيمنا الجماعية هي التي على المحك. هل نريد مجتمعًا يمكن فيه لأي شخص أن يرى حياته الخاصة مشرحة على أساس مجرد شائعة؟ أين تختفي قرينة البراءة بمجرد نشر معلومات لم يتم التحقق منها؟ حان الوقت لاستعادة السيطرة وجعل وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للمشاركة والنقاش، وليس محكمة شعبية مستعجلة. بهذا الشرط فقط يمكننا حقًا الاستفادة من هذه الأدوات الرائعة للتواصل، دون أن نعاني من مساوئها