في حوار مع ليكس فريدمان، كشف داريو أموداي، الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، عن رؤى مهمة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطور نماذج كلود. وقد شرح أموداي أن تطور قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي يتبع قوانين قابلة للتنبؤ، حيث تعتمد على ثلاثة عوامل أساسية هي حجم الشبكات العصبية وكمية بيانات التدريب وقوة الحوسبة المتاحة. وأكد أن هذه العوامل يجب أن تنمو بشكل متناسب، تماماً كما في التفاعل الكيميائي حيث تكون جميع المكونات ضرورية للحصول على النتيجة المرجوة.
وتقدم شركة Anthropic حالياً ثلاثة إصدارات رئيسية من نموذج كلود، كل منها مصمم لتلبية احتياجات مختلفة. يأتي نموذج "أوبوس" كأقوى الإصدارات وأكثرها تطوراً، لكنه أيضاً الأبطأ والأكثر تكلفة، ويستهدف المهام المعقدة مثل البرمجة المتقدمة. أما نموذج "سونيت" فيقدم توازناً مثالياً بين الأداء والسرعة، في حين يعد نموذج "هايكو" الخيار الأمثل للمهام البسيطة والتفاعلات السريعة.
وقد أظهر الإصدار الأخير من كلود 3.5 سونيت تحسينات كبيرة في قدراته، خاصة في مجال البرمجة حيث حقق نسبة نجاح تصل إلى 50% في اختبارات SWE-bench مقارنة بـ 3-4% في بداية العام. كما يتميز بأداء يضاهي النموذج السابق أوبوس 3 مع تحسين كبير في الكفاءة، وذلك بفضل التحسينات المدمجة في مراحل ما قبل وما بعد التدريب.
وفيما يتعلق بالمستقبل، يتوقع أموداي أن تصل تكلفة مجموعات الحوسبة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2027، مع استمرار تحسن النماذج بسرعة نحو مستويات الكفاءة المهنية. كما يشير إلى أن دراسة قابلية تفسير الشبكات العصبية تكشف عن بنية واضحة ومفهومة بشكل مدهش، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المستقبلية.