ذا ديلي تلغراف: صحيفة بريطانية عريقة بين التقاليد والتحديات الحديثة

نشر بتاريخ 05/06/2025
منصة الخبر

تُعد صحيفة ذا ديلي تلغراف واحدة من أبرز الصحف اليومية في المملكة المتحدة، إذ تأسست عام 1855 على يد آرثر بي. سليغ تحت اسم "ديلي تلغراف آند كوريير"، في وقت كانت فيه تكنولوجيا التلغراف تمثل ثورة في عالم الاتصال. اشتهرت الصحيفة منذ بدايتها بنهجها المحافظ، وبتوجهاتها الأطلسية والأوروسكبتية، ما جعلها مرجعاً أساسياً للتيار المحافظ في بريطانيا.



مرت ملكية الصحيفة بعدة مراحل؛ فبعد أن عجز مؤسسها عن سداد ديونه، انتقلت إلى جوزيف موسى ليفي الذي أعاد إطلاقها بسعر منخفض لجذب جمهور أوسع، وسرعان ما تفوقت في المبيعات على منافسيها. لاحقاً، استحوذ عليها الأخوان باركلي حتى عام 2023، حين دخلت في أزمة مالية أدت إلى سيطرة الدائنين عليها وبدء البحث عن مالك جديد.

تتميز ذا ديلي تلغراف بالحفاظ على طبعتها ذات الحجم الكبير، لتبقى آخر الصحف الوطنية البريطانية التي لم تتخل عن هذا التقليد. كما تحظى الصحيفة بمتابعة واسعة لأجندتها اليومية، خاصة قسم "Court Circular" الذي يرصد نشاطات العائلة المالكة البريطانية بشكل رسمي ويومي. ويعتبر الرسم الكاريكاتيري اليومي للفنان "مات" من أبرز معالم الصفحة الأولى، لما يتميز به من خفة ظل وأناقة.

واجهت الصحيفة في السنوات الأخيرة تحديات تتعلق بالملكية والاستقلالية التحريرية، خاصة مع دخول مستثمرين من خارج بريطانيا في سباق الاستحواذ عليها، وسط مخاوف سياسية وتنظيمية من تأثير ذلك على حرية الصحافة. ورغم هذه التحديات، لا تزال ذا ديلي تلغراف محافظة على مكانتها كمنبر مؤثر في المشهد الإعلامي البريطاني، تجمع بين التقاليد الصحفية العريقة والتفاعل مع قضايا الساعة.