خلال نشرة أخبار التاسعة مساءً، ظهرت فجأةً دعوةٌ للثورة على الديكتاتورية على ملايين الشاشات في إيران. شاهد المشاهدون نساءً إيرانياتٍ يقصّن شعورهن احتجاجًا على القمع، مطالباتٍ بإسقاط النظام: انزلوا إلى الشوارع! تولّوا زمام مستقبلكم! كما ظهر في الإطار رمز الأسد، رمز عملية "أسد الانتفاضة" الإسرائيلية.
في أعقاب الحادثة، زعمت قناة الملالي أن "خللًا" تسبب به "العدو الصهيوني". كما ذكر البيان أن محاولة "التلاعب بالرأي العام عبر هجوم إلكتروني" باءت بالفشل.
لكن في الواقع، من الواضح أن النظام لا يؤمن بدعم شعبي حقيقي. يخشى الملالي الرأي العام والاحتجاجات الشعبية. قطعت البلاد الإنترنت بشكل شبه كامل. ووفقًا لمنظمات مراقبة الشبكات، مثل NetBlocks، انخفضت حركة المرور بنحو 97%. ويُرجّح أن وزارة الاتصالات هي المسؤولة عن ذلك. أما التفسير الرسمي فهو المخاوف الأمنية: إذ يُزعم أن المخابرات الإسرائيلية تستخدم الإنترنت للتجسس.
يتحدث النشطاء عن إغلاق رقمي لقمع الاحتجاجات. سبق للنظام أن قطع الإنترنت خلال اضطرابات عامي 2019 و2022. لكن هذه المرة، الإغلاق أكثر صرامة من أي وقت مضى. يتحدث المراقبون عن "حصار رقمي غير مسبوق". تطبيقات واتساب وإنستغرام وتيليغرام محجوبة تمامًا. أكبر شركتي اتصالات محمولة في البلاد معطلتان، ومتجر التطبيقات غير متاح. حتى اتصالات VPN التي استخدمها الإيرانيون لتجاوز الرقابة بالكاد تعمل. آخر قناة اتصال متبقية هي خدمات حكومية صديقة للنظام، مثل تطبيق أبارات الشبيه بيوتيوب.