وسائل الإعلام الأمريكية تتحد ضد قيود البنتاغون الجديدة على الصحافة

نشر بتاريخ 10/15/2025
عبر البريد الدولي

في خطوة نادرة في المشهد الإعلامي الأمريكي، أعلنت هذا الثلاثاء 14 أكتوبر معظم وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية، بمختلف توجهاتها السياسية، معارضتها شبه الإجماعية للسياسة الجديدة التي أقرها وزارة الدفاع الأمريكية. إذ تطالب هذه الأخيرة المؤسسات الإعلامية بالتوقيع على التزام بعدم الحصول على معلومات غير مصرح بها أو نشرها، إلى جانب تقييد وصول الصحفيين إلى بعض مناطق البنتاغون. وبحسب التعليمات الرسمية، فإن أي ممثل إعلامي لم يوقّع الوثيقة قبل الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء، سيكون لديه 24 ساعة لتسليم بطاقته الصحفية ومغادرة مباني البنتاغون.  



الوزير الأمريكي للدفاع، بيت هاغسِث، يتحدث إلى كبار القادة العسكريين في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فيرجينيا في الولايات المتحدة، بتاريخ 30 سبتمبر 2025.  
    
من بين المؤسسات المعارضة لهذه الإجراءات: واشنطن بوست، نيويورك تايمز، إضافة إلى ذي أتلانتيك، وول ستريت جورنال، الإذاعة الوطنية العامة NPR، وكالة رويترز، وصحيفة الغارديان، وفق ما ذكرت نيويورك تايمز. كما تنضم إلى قائمة المعترضين المنشورات المتخصصة مثل Task & Purpose وBreaking Defense، وحتى بعض وسائل الإعلام المقرّبة تقليديًا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى رأسها قناة Newsmax.  
  
أعلنت مجلة ذي أتلانتيك عبر مدير تحريرها جيفري غولدبرغ، الاثنين، “نحن نعارض من حيث المبدأ القيود التي تفرضها إدارة ترامب على الصحفيين الذين يغطّون قضايا الدفاع والأمن القومي”. من جهته، اعتبر مات موراي، مدير تحرير واشنطن بوست، أن هذه القيود تتعارض مع التعديل الأول من الدستور الأمريكي الذي يحمي حرية الصحافة.  
  
أما ريتشارد ستيفنسون، رئيس مكتب نيويورك تايمز في واشنطن، فقال إن هذه السياسة “تحد من قدرة الصحفيين على تغطية أنشطة الجيش الأمريكي الذي يُموَّل من أموال دافعي الضرائب بما يقارب ألف مليار دولار سنويًا”. وأضاف أن “للجمهور الحق في معرفة كيفية عمل الحكومة الفدرالية والجيش”، وفق ما نقلت واشنطن بوست.  
  
ولم يختلف موقف شبكة CNN، إذ أشارت إلى أن قناة Newsmax، المعروفة بولائها لمعسكر “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، رفضت أيضًا التوقيع على قواعد الوصول إلى الصحافة التي وضعها البنتاغون. وفي أواخر سبتمبر، كان المحلل القانوني في قناة فوكس نيوز، جوناثان تيرلي، قد حذّر من العواقب “المدمرة” المحتملة لهذه الإجراءات على الصحفيين المعتمدين لدى وزارة الدفاع.  
  
ويثير ذلك مخاوف متزايدة من تكميم الصحافة، إذ يمنع هذا القرار، في حال تطبيقه، الصحفيين من ممارسة مهنتهم بحرية، ويعرّضهم لعقوبات في حال نشرهم أي معلومات دون موافقة مسبقة من البنتاغون.  
  
وترى صحيفة الغارديان أن هذه القيود الجدلية تأتي ضمن حملة أوسع ضد وسائل الإعلام. ففي نهاية سبتمبر، كان الرئيس ترامب قد دعا إلى معاقبة بعض القنوات التلفزيونية بسبب ما وصفه بـ“تغطيتها السلبية”، قائلًا إن “97% من القنوات الكبرى تقف ضدي”.  
  
حتى الآن، ورغم موجة الرفض الواسعة، لم يصدر عن البنتاغون أي تعليق حول احتمال سحب هذه الإجراءات.