رحيل أفيخاي أدرعي من منصب المتحدث العربي باسم الجيش الإسرائيلي ومسار خلافته

نشر بتاريخ 11/12/2025
L' Articlophile

​أعلن أفيخاي أدرعي تقاعده من منصب المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي باللغة العربية بعد مسيرة امتدت لأكثر من عشرين عامًا في هذا الدور المحوري. بدأ حياته العسكرية في وحدة الاستخبارات الإشارية ثم التحق بوحدة الإعلام العسكري منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، لتتحول شخصيته إلى الواجهة الإعلامية الأبرز للجيش الإسرائيلي أمام الرأي العام العربي خلال الأزمات والحروب



تحولت حساباته وصفحاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة مركزية لنشر بيانات وتحذيرات الجيش الإسرائيلي، إذ تميز خطابه باستخدام اقتباسات دينية ومحاولة التأثير النفسي المباشر على المجتمعات العربية، وهو النهج الذي وضعه موضع انتقادات مستمرة معتبرين أسلوبه في التواصل “دعائيًا” ومرتبطًا بالحرب النفسية أكثر منه إعلامًا صادقًا وشفافًا.

احتفظ الجيش الإسرائيلي في عهد أدرعي بخطاب “الإعلام العملياتي”، حيث كان يوجه رسائل للسكان المدنيين في المناطق المستهدفة قبل العمليات العسكرية، خطوة اعتُبرت محاولة ترويج صورة الجيش كملتزم بالقوانين الدولية، في الوقت الذي أكدت فيه العديد من منظمات حقوق الإنسان عدم فعالية تلك الإعلانات حفاظًا على أرواح المدنيين.

في سياق البحث عن بديل، أطلق الجيش عملية اختيار بين عدة مرشحين من وحدة الإعلام العربي، خضعوا لاختبارات أداء أمام الكاميرا بإشراف المتحدث الرسمي الرئيسي. ويبرز اسم إيلا واوية، نائبة أدرعي الحالية، كأقوى مرشح لتولي المنصب لما تمتلكه من خبرة إعلامية وحضور بارز في المناسبات العسكرية والإعلامية، وهو الأمر الذي لم يحسم رسميًا حتى الآن منتظرًا إعلان المؤسسة العسكرية قرارها النهائي.

يحمل المنصب تحديات جديدة مع تغير المشهد الإعلامي والسياسي في المنطقة، خاصة مع تراجع أثر الحملات الإسرائيلية في الفضاء العربي وتحول الرأي العام. ينتظر أن يواجه المتحدث الجديد ضروريات التفاعل السريع والدقيق مع قضايا معقدة ومجتمعات متعددة، فيما يبقى الحوار حول دور الخطاب الإعلامي العسكري الإسرائيلي مفتوحًا أمام التساؤلات والتطورات المقبلة.