إسبانيا، وجهة مثالية للرحل الرقميين

نشر بتاريخ 10/31/2023
و م ع


سعيا إلى اجتذاب الرحل الرقميين، تبذل إسبانيا جهودا حثيثة. ففي وقت قصير، أضحت البلاد واحدة من بين الوجهات المفضلة لهذه الفئة التي شهدت نموا هائلا بعد جائحة "كوفيد-19"، حيث تحاول المدن الساحلية، وكذا وسط وشمال البلاد، استقطاب هذه المواهب، بمساعدة البرامج والخدمات الملائمة.

ومع توفر وظائف مؤهلة ورواتب أعلى من المتوسط بشكل عام، يستطيع الرحل الرقميون العمل حصريا عن بعد، وبالتالي العيش في أي مكان عبر العالم، شريطة الولوج إلى الإنترنت.

ولهذه الغاية، نفذت إسبانيا استراتيجية جديدة لجذب هؤلاء العاملين عن بعد، مثل تطبيق المزايا الضريبية أو إنشاء تأشيرات تسمح للمهنيين المستقلين والموظفين الأجانب بالدخول والإقامة على أراضيها لمدة تصل إلى خمس سنوات.

هكذا، فإن إسبانيا لا ترغب في تفويت فرصة هذا الظاهرة المتنامية، ولا مدنها أيضا.

فمن برشلونة إلى أليكانتي، مرورا بملقة، لاس بالماس أو مدريد، أنشأت العديد من البلديات منصات لجذب هؤلاء المهنيين وتسهيل وصولهم. لقد بدأ للتو السباق لإغواء المواهب الرقمية المرغوب فيها.

وإدراكا للعروض الوفيرة، يأخذ العاملون عن بعد بعين الاعتبار جوانب مثل الأمن والضرائب وخطوط النقل الجيدة ونوعية الحياة، وقبل كل شيء، المناخ الجيد عند اختيار مكان الاستقرار. وفي هذا الصدد، تبرز جزر الكناري باعتبارها الوجهة الإسبانية الأولى للرحل الرقميين.

ووفقا لـ Nomad List، البوابة المرجعية للمهنيين الراغبين في العمل عن بعد، تعد غراند كناريا سابع أفضل مكان في العالم للعمل عن بعد، وراء بانكوك (تايلاند)، وإريسيرا (البرتغال)، وبوينس آيرس (الأرجنتين)، ولشبونة (البرتغال)، بالي (إندونيسيا) وشيانغ ماي (تايلاند)، وتحتل المركز الأول في التصنيف الإسباني، تليها جزيرتان أخريان من أرخبيل الكناري هما فويرتيفنتورا وتينيريفي.

وللتموقع في هذه المنافسة، أنشأت Cabildo de Tenerife، من خلال العلامة التجارية Work & Play، منصة "لتسهيل مهمة الراغبين في القدوم والعمل في الجزيرة"، وأطلق مكتب السياحة في فويرتيفنتورا حملة لجذب العاملين عن بعد الذين يجذبهم المناخ والشواطئ وفن الطبخ وباقة واسعة من الأنشطة السياحية المقدمة في الوجهة.

وتأمل جزر الكناري في أن تصبح "وجهة أساسية" للعاملين عن بعد من جميع أنحاء العالم في أوروبا، وبالتالي كانت من أوائل المناطق التي أطلقت حملات ترويجية لهذه الشريحة من الزوار.

وأضحت الأندلس، وخاصة كوستا ديل سول، وجهة مفضلة للرحل الرقميين، حيث لم تدخر الإدارات الأندلسية أي جهد لتعزيز هذا التموقع وزيادة الوعي بالوجهة في الأسواق الدولية.

وفي نهاية العام الماضي، أطلقت الحكومة الإقليمية للأندلس حملة لاستقطاب المهنيين الأجانب، لاسيما كبار الأطر العليا والمسؤولين ذوي القدرة الشرائية العالية المرتبطة بعالم الإنترنت، كما صممت المجالس البلدية، مثل ملقة وإشبيلية، إجراءاتها الخاصة لجذب المواهب الرقمية.

وفي جهة بلنسية، حصلت مقاطعة أليكانتي على ما يقرب من 200 مركز على الصعيد العالمي في تصنيف "Nomad List" وقد فرضت عاصمة أليكانتي نفسها كواحدة من الوجهات المفضلة لهذه المجموعة خلال العامين الأخيرين، وفقا لبابلو توريس عن مكتب الاستشارات "توريس للاستشارات".

وأوضح توريس لوسائل الإعلام المحلية أن الرحل الرقميين الذين يأتون إلى عاصمة كوستا بلانكا، هم عموما مهنيون من الولايات المتحدة أو بلدان وسط وشمال أوروبا، حاصلون على تعليم عال، ومعظمهم من الرجال، ويبلغ متوسط أعمارهم حوالي 33-35 عاما ومتوسط إقامتهم ثلاثة أشهر.

وتعد أليكانتي واحدة من أرخص المدن في إسبانيا للرحل الرقميين، حيث أنهم يحتاجون فقط، وفقا للتقديرات، إلى 1625 يورو شهريا لتغطية احتياجاتهم، كما أنها تضم المنطقة الرقمية لجهة بلنسية، المصممة لجذب شركات التكنولوجيا.

ويبدو أن هذا السباق مع الزمن الذي انطلقت فيه المدن الإسبانية، بعد جائحة "كوفيد-19"، لإقناع الرحل الرقميين بأهمية الاستقرار في منصاتهم المصممة لهذا الغرض، قد بدأ للتو. ما يشكل وجهة مفضلة لسياحة الأعمال.