اختارت صحيفة "لا ناسيون" الكوستاريكية عنواناً ساخراً يتكرر ثلاث مرات: "كل شيء على ما يرام". هذا العنوان الاستفزازي يهدف إلى تسليط الضوء على التدهور المتزايد لحرية الصحافة في أمريكا اللاتينية والعالم.
وتتساءل الصحيفة بسخرية: "هل تعرفون بلداً واحداً تقول فيه كل الصحف إن الأمور تسير على ما يرام؟" مشيرة إلى أن "حلم كل نظام استبدادي هو امتلاك وسائل إعلام خاضعة، لا تطرح أسئلة محرجة، ولا تجري تحقيقات، ولا تحاسب المسؤولين".
وتؤكد الصحيفة أن "أول ما يتعرض للهجوم عندما يتركز السلطة هو حرية الصحافة"، مستشهدة بقادة مثل نجيب بوكيلة في السلفادور، ودونالد ترامب، وشي جينبينغ، ونيكولاس مادورو في فنزويلا، وفلاديمير بوتين، ودانيال أورتيغا في نيكاراغوا، الذين "يعتبرون الصحافة المستقلة عدوهم الرئيسي".
وفي وقت تتعرض فيه وسائل الإعلام لهجمات متكررة في المنطقة - خاصة في نيكاراغوا وغواتيمالا - تبرز كوستاريكا كاستثناء. وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، لا تزال حرية الصحافة "محترمة بعمق" في هذا البلد، مما يجعله "استثناءً في أمريكا اللاتينية".
لكن هذه الصورة المشرقة بدأت تتراجع. في تقرير صدر في 2 مايو الماضي، حذرت المنظمة من تراجع كوستاريكا للمرة الرابعة على التوالي في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، حيث تراجعت من المرتبة 26 إلى 36، خاصة بسبب "العلاقات المتوترة" بين الرئيس رودريغو تشافيز ووسائل الإعلام المنتقدة له.
وتختتم الصحيفة رسالتها بتأكيد قوي: "بدون أسئلة، لا توجد إجابات؛ وبدون صحافة، لا يمكن الوصول إلى الحقيقة؛ وبدون حقيقة، لا توجد ديمقراطية".