الصحافي الاستقصائي سيمور هيرش محور فيلم وثائقي في مهرجان البندقية

نشر بتاريخ 09/03/2025
مع أ ف ب

 يشكل الصحافي الأميركي سيمور هيرش، البالغ من العمر 88 عاما وأحد أبرز الأسماء في الصحافة الاستقصائية خلال الستين عاما الماضية، موضوع فيلم وثائقي جديد عُرض خارج المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الثانية والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي. 



يحمل الفيلم عنوان *Cover-Up*، وأخرجته لورا بويتراس، الحائزة على الأسد الذهبي عام 2022 عن فيلمها الوثائقي حول أزمة المواد الأفيونية في الولايات المتحدة. ويستعرض العمل إنجازات هيرش التي صنعت مجده الصحافي، مثل تقاريره عن مجزرة "ماي لاي" في فيتنام عام 1969، وكشفه لانتهاكات سجن أبو غريب في العراق سنة 2004، إلى جانب محطات مثيرة للجدل ساهمت في الجدل الواسع الذي رافق مسيرته.  

ويعكس الوثائقي ملامح شخصية هيرش المركبة بين السحر الذي يمثله اسمه في تاريخ الصحافة الأميركية وطبعه الانفعالي الذي أثار خلافات بينه وبين العديد من زملائه. كما يبرز الفيلم الجانب المثير للجدل في اعتماده المتكرر على مصادر مجهولة أو وحيدة، وهو ما أفضى إلى تشكيك في بعض تقاريره الأخيرة، خصوصا بشأن قصف محتمل للمنشآت النووية الإيرانية عام 2022، أو حول تفجير خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، إلى جانب مقالاته المشككة في استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية. وقد تمت دحض العديد من هذه المزاعم بتحقيقات دولية وإعلامية، ما انعكس على مصداقيته وسط وسائل الإعلام التقليدية.  

ورغم ذلك، يواصل هيرش نشاطه الصحافي عبر منصات جديدة مثل "سابستاك"، حيث ينشر مقالات وتحقيقات يركز فيها حاليا على متابعة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه يسعى للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة. وتعترف بويتراس بأنها رغبت منذ أكثر من عقدين في إنجاز فيلم عن هيرش، معتبرة أن سيرته تمثل نافذة على نصف قرن من ممارسات السلطة في الولايات المتحدة.  

الفيلم الذي يستغرق عرضه ساعتين، يطرح أمام جمهور المهرجان صورة متوازنة لرجلٍ يعتبر أحد أهم رواد الصحافة الاستقصائية العالمية، لكنه في الوقت نفسه شخصية مثيرة للجدل لم تسلم مسيرته الطويلة من الهفوات والانتقادات.