في خطاب ألقاه يوم الخميس في الفاتيكان أمام ممثلين عن وسائل الإعلام، حذّر البابا ليون الثالث عشر من المخاطر المتزايدة المرتبطة بالاستخدام غير المنضبط للذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، معتبراً أنه أصبح مصدراً متنامياً للمحتوى الزائف والأخبار المضللة. ودعا البابا الصحفيين إلى الدفاع عن قيم الصدق والدقة في زمن تتصاعد فيه هيمنة ما يُعرف بـ"عصر ما بعد الحقيقة" وأسلوب "الطعوم الرقمية" الذي يهدف إلى جذب القراء دون اعتبار للمصداقية.
وقال البابا إن الذكاء الاصطناعي يغيّر جذرياً طريقة تلقي الناس للمعلومات وتبادلهم للأفكار، لكنه تساءل عمّن يتحكم بتوجيه هذه التقنيات ولصالح من تُستخدم. وأكد أن مسؤولية الصحفيين اليوم مضاعفة، إذ تقع على عاتقهم مهمة حماية المجال الإعلامي من التحريف والابتذال. كما شدد على أن الصحافة الجادة والمنهجية تمثل درعاً أساسياً ضد انتشار الأكاذيب والنزعات التي تسعى لتقويض الثقة العامة وإثارة الانقسام.
وأضاف متوجهاً إلى الحاضرين أن العمل الصحفي الصادق والمتأني يمكن أن يشكّل سداً منيعاً أمام من يسعون إلى تضليل المجتمعات أو استغلال التكنولوجيا لتشويه الحقائق. وبحسب البابا، فإن الالتزام بالحقيقة واحترام العقل النقدي يمثلان حجر الزاوية في رسالة الإعلام، خاصة في زمن تتقاطع فيه التحديات التقنية مع القيم الإنسانية. بهذه الدعوة، وجّه الفاتيكان رسالة قوية إلى الإعلاميين ليحافظوا على دورهم الأخلاقي كحراس للحقيقة في العالم الرقمي المتحوّل.