غوغل يختبر إعادة كتابة تلقائية لعناوين المقالات: قلق الإعلام الأمريكي

نشر بتاريخ 12/04/2025
منصة الخبر


يجري غوغل تجربة جديدة في خدمة ديسكوفر لتدفق الأخبار، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة عناوين المقالات من المواقع الإخبارية، مما يهدف إلى تسهيل فهم المحتوى قبل النقر على الروابط. تبدأ هذه العناوين المولدة آلياً بأربع كلمات فقط، وتظهر لعدد محدود من المستخدمين في الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أنها ناتجة عن الذكاء الاصطناعي وأنها قد تحتوي على أخطاء.

رغم النوايا المعلنة، أثارت النتائج مخاوف كبيرة بسبب عدم دقتها، إذ غيَّرت بعض العناوين المعنى الأصلي للمقالات، مثل تحويل عنوان عن آلة ستيم ماكين لا يذكر سعرها إلى "كشف سعر آلة ستيم"، أو تبسيط عناوين معقدة إلى صيغ مغلوطة. يرى مراقبون في هذا التجربة خطر إنتاج عناوين تشبه الإغراءات التجارية المضللة، مما يهدد مصداقية الصحافة ويفقد النبرة والسياق الذي يضيفه المحررون البشريون.

يعبر مسؤولون في غوغل عن أن الهدف هو تحسين تجربة المستخدمين بتلخيص سريع، لكن الإعلام الأمريكي يخشى انخفاضاً في معدلات النقرات والإيرادات الإعلانية، خاصة مع اتهامات سابقة للغوغل باستغلال المحتوى دون تعويض كافٍ. في أوروبا، بما في ذلك فرنسا، تظل هذه الميزات مقيدة بسبب قوانين حقوق النشر والتنظيمات الأوروبية الأكثر صرامة، مما يوفر حماية إضافية للناشرين.

تأتي هذه التجربة ضمن سياق أوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في خدمات غوغل، مثل الملخصات الآلية، والتي سبق أن واجهت انتقادات لانتشار معلومات خاطئة أو مضللة. يتخوَّف الصحفيون من تحول ديسكوفر إلى وسيط يتحكم في سرد الأخبار، مما يؤثر على ثقة القراء ويُضَعِفُ حرية التحرير، خاصة إذا انتشرت الوظيفة خارج نطاق الاختبار الحالي.

يُثِيرُ الأمر تساؤلات حول توازن القوى بين المنصات الرقمية والإعلام التقليدي، حيث يُخشَى أن يؤدي الاعتماد على الخوارزميات إلى تشويه المعلومات وتقليل حركة الزيارات للمواقع الأصلية، في وقت يعاني فيه الناشرون من تراجع الإيرادات بالفعل. تبقى التجربة محدودة، لكنها إشارة إلى توجه غوغل نحو السيطرة الأكبر على عرض الأخبار عبر أدواتها الذكية.